الاغتصاب والاعتداء الجنسي

ما الذي تعانيه المرأة إثر اغتصابها

معظم النساء والفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب شعرن أثناء اغتصابهن بالاشمئزاز وبحالة من الخوف والهلع الشديد الأشبه بالرهاب من الموت. فهن يفقدن في هذه الحالة السيطرة التامة على أجسادهن وإرادتهن. وإذا كان الجاني شخصاً تعرفنه فينجم عن ذلك الاغتصاب انتهاك وفقدان كلي للثقة. ولا يوجد في هذا الوضع الكارثي رد فعل صحيح أو نموذجي وإنما ردود فعل عفوية وتلقائية تهدف إلى النجاة. بعض النساء تصاب إثر الصدمة والخوف بحالة من الذهول مما يؤدي إلى عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها وأخريات تحاولن الدفاع عن أنفسهن إما جسدياً أو لفظياً وأخريات تحاولون الخروج من مصابهن بأقل الخسائر الممكنة فتبدو وكأنهن لا تمانعن اغتصابهن. وكل هذه السلوكيات هي عبارة عن آليات دفاعية تنشأ في ظروف خطيرة للغاية، في محاولة لحماية النفس وضمان بقائها قيد الحياة.  

لا يزال الرأي العام يتعامل مع موضوع الاغتصاب بالعديد من الأحكام المسبقة والأفكار الخاطئة، فغالباً ما لا يتم تصديق المرأة المغتصبة أو يتم لومها لما حدث لها. كما أن هناك تشبث بالرأي بما يخص ردود الفعل والتصرفات المنتظرة من المرأة المتعرضة للاغتصاب. والذي يؤدي بدوره في الكثير من الأحيان إلى الاستخفاف بالحدث أو التعامل مع الموضوع على أنه محرم ولا يجوز التطرق إليه. فضلاً عن توجيه أصابع الاتهام للنساء المغتصبات وتثقيل كاهلهن بذنب مصابهن. والذي بدوره يحول في الكثير من الحالات بين أن تبلغ المرأة عن حالة الاعتداء التي تعرضت لها، وبأن تثق بالآخرين وتتمكن من البوح لهم بما اقترف في حقها.