الصدمة النفسية هي تجربة نفسية مرهقة للغاية والتي تولد تأثيراً نفسياً وجسدياً يصعب تجاوزه بسهولة، فهي تخلف جرحاً نفسياً عميقاً.والصدمة النفسية هي رد فعل طبيعي ينتج بسبب التعرض لأحداث صادمة والتي تكون خارجة عن إرادة الشخص على سبيل المثال كالكوارث الطبيعية أو الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الشخص. وعادة ما يزداد ظهور أعراض الصدمة النفسية وتكون أكثر وطأة على الضحية عندما يكون العنف المسبب لحالة الصدمة هو من صنع البشر بسبب ممارستهم للعنف ضد بعضهم الآخر، على سبيل المثال كالحروب والتعذيب والعنف الأسري أو العنف الجنسي.

 يشعر الشخص الذي يتعرض لمثل هذه التجارب النفسية الصادمة بأن حياته مهددة أي كأن الموت محدق به ويرافق ذلك الشعور مجموعة من المشاعر الأخرى كالهلع والخوف الشديد والعجز والاستسلام. فعندما يتعرض الشخص لحدث صادم يلجأ لآليات دفاع كاستراتيجية لضمان بقاءه قيد الحياة، حيث أنه لن يستطيع التغلب على الوضع الذي يتواجد فيه سواءً بالهروب أو بالهجوم. وبالتالي تطور الذات البشرية أثناء تواجدها في موقف صادم ينجم عنه صدمة نفسية آليات دفاعية تلقائية للحماية والتي يصعب فهمها سواءً من قبل المتضرر الذي تعرض للحدث الصادم أو من قبل أولئك الذين هم خارج إطار الصدمة ولم يعيشوا تفاصيلها. ويحس بعض الناس الذين يتعرضون لمثل تلك الحوادث الصادمة بأنها غير حقيقية أو كأنهم خارج الحدث ويراقبون أنفسهم من الخارج، وبالتالي ينسون أحياناً تفاصيلاً حدثت لهم في غاية الأهمية.

وتبين بعض الدراسات بأن نصف إجمالي السكان قد تعرضوا في مسار حياتهم مرةً على أقل تقدير لحدث صادم. ويتم تشخيص اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية لدى حوالي ثمانية بالمئة من المتعرضين للصدمات النفسية.